أضخّم تجمّع اقتصادي في معرض "أرابيا إكسبو" والدورة الثانية عشرة لمجلس الأعمال الروسي العربي

  • موسكو، روسيا
  • 9 أبريل 2019
16

انطلقت في العاصمة الروسية موسكو فعاليات الدورة الثانية عشرة لمجلس الأعمال الروسي العربي، بالتزامن مع معرض "أرابيا إكسبو" بدورته الرابعة، حيث يشكل المعرض ساحة مناسبة لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين الشركاء الروس والعرب، وإلى جانب الحضور العربي الواسع، شارك في المعرض 85 إقليما من الاتحاد الروسي، ترغب كلها في توسيع التعاون التجاري مع الشركاء في العالم العربي. وعلى سبيل المثال، نظمت وزارة شؤون القوقاز الشمالي جناحاً خاصاً لتعريف المستثمرين العرب على الإمكانيات الاقتصادية والسياحية التي تتميز بها منطقة القوقاز في روسيا. وعبرت الوزارة عن أملها في أن يساهم المعرض في "بناء علاقات طويلة الأمد مع الدول العربية".

وفي إطار فعاليات "أرابيا إكسبو". تنطلق بموازاته جلسات مجالس الأعمال العربية الروسية، التي ستناقش مختلف جوانب التعاون الثنائي وآليات تعزيزه.

وحضر حفل الافتتاح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونائبه ميخائيل بوغدانوف ممثل روسيا في الشرق الأوسط، بالاضافة إلى العديد من الشخصيات الرسمية والاقتصادية العربية والروسية.

وألقى وزير الخارجية الروسية كلمة رحب فيها بالضيوف، وأكد أن هذه الفعالية تظهر مدى اهتمام الطرفين بتطوير التعاون، وأثنى على دور مجلس الأعمال العربي الروسي في تطوير الحوار بين المستمر بين رجال الأعمال العرب والروس، وزيادة الاستثمارات المتبادلة في كافة المجالات.

ونقل لافروف رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي بعث بتحياته للمشاركين في المؤتمر، وأكد على دور المؤتمر في الحوار بين البلدان العربية وروسيا، وتمنى للحاضرين العمل المتميز والتوفيق. كما أوصل رسالة من رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفديف التي تعبر عن أهمية هذه الفعالية في تطوير التعاون بين روسيا وبلدان المنطقة، والذي يعتمد على المساواة بين الطرفين، وان هذا التعاون يعود الى العهد السوفيتي.

وتابع لافروف أن رسالة الرئيسين بوتين وميدفيديف تؤكدان على التعاون والصداقة بين الطرفين، وأن تقاليد الشراكة قد ترسخت مع مرور الزمن، وتتزايد يوما بعد يوم، وتعتبر احدى الاولويات لسياسة روسيا الخارجية، وأن المطلوب الأن هو توحيد الجهود في سبيل حل الأزمات القائمة في الشرق الأوسط، وتحقيق السلام وتطوير الظروف للتنمية المستدامة.

وشدد لافروف على أنّ التعاون الروسي قد زاد مع البلاد العربية في العام الماضي فقط بنسبة ٨٪‏، وأن روسيا تخصص ميزانية كبيرة للاستثمار في العالم العربي، وأن هناك أكثر من ٤٠٠ مشروع مشترك مع الجانب العربي، كما نوه الى التعاون الوثيق بين صندوق الاستثمار الروسي وتمثيله في الخليج العربي، وهو ما يرسخ قاعدة التعاون.

وختم سيرغي لافروف كلمته بتمنياته بان يسهم هذا المجلس في تطوير التعاون مع العالم العربي، ودور ارابيا اكسبو في تطوير التعاون بين رجال الاعمال العرب والروس، وتمنى على المشاركين ان يناقشوا مجالات مختلفة من التعاون، ما يرفع مستوى معيشة الشعوب، وأخيرا تمنى إقامة طيبة في روسيا وتحقيق اتصالات وعقود جديدة.

وتحدّث رئيس اتحاد الغرف العربية محمد عبدو سعيد عن الجهود الكبيرة التي تبذل لتحسين التعاون بين روسيا والعالم العربي، منها انشاء مجالس رجال الاعمال العربية الروسية الثنائية والتي نتج عنها العديد من الأنشطة التجارية، وأشار الى الحاجة الى بذل المزيد من الجهود خصوصا في مجال التكنولوجيا لان روسيا راشدة في هذا المجال، كما شدد على أهمية عملية النقل بين الموانئ العربية والروسية، لأهمية ذلك في عمليات التبادل التجاري.

بدوره تحدث رئيس مجلس الاعمال الروسي العربي فلاديمير يفتوشينكو عن التعاون الكبير مع العديد من الحكومات والشركات العربية، حيث هناك استثمارات مع جميع البلدان العربية تقريبا، ويعتقد أن المؤتمر هو فرصة لتعرض الشركات الروسية على الشركاء العرب العديد من المنتجات والخدمات، وأكد عبر ان هذا المؤتمر مهم جدا لتعزيز مواقف روسيا في العالم العربي، وأكد على ان المستقبل سيشهد المزيد من التطوير في العلاقات.

وأعرب وزير الاتصالات اللبناني، محمد شقير، عن شكره للجانب الروسي على استضافة هذا الحدث المهم على المستوى الاقتصادي، وعلى دور روسيا في العالم العربي، وعلى الجهود الروسية في حل المشاكل التي تشهدها البلاد العربية، وقال ان لبنان سيكون من الدول المنتجة للنفط والغاز، وهناك عدة شركات ستبدأ التنقيب قريبا، وأتمنى ان تكون الشركات الروسية هي من تلعب هذا الدور المهم في الاقتصاد اللبناني.

أما وزير الإسكان المغربي عبد الأحد الفاسي الفهري فتحدث عن دور روسيا المهم لروسيا على صعيد التجارة العالمية ومحاربة الاضطراب وتحقيق الاستقرار، وهناك زيارات متبادلة بين المغرب وروسيا منذ عام ٢٠١٦، وعقدت عدة اتفاقات شراكة استراتيجية في العديد من المجالات، وشهد التبادل زيادة بنسبة ١٣٪‏، والمغرب أصبح ثاني وجهة للاستثمارات الأجنبية، بسبب الإصلاح الاقتصادي وتطوير الاستثمار المنتج، ومناخ الاعمال، وبناء استراتيجية جديدة في الكفاءة المهنية.

وستسمر اعمال المؤتمر حتى العاشر من الشهر الحالي في العاصمة موسكو، ويشهد جدول الأعمال العديد من اللقاءات والاجتماعات والندوات الاقتصادية.